ان تطعم جائع خير من ان تبني جامع

 

 

في يوم الجمعة المبارك كنت اتمشى وانا استمع لموسيقى الصخر والمعدن بعد وجبة دسمة جدا
وانا احمل كتاب في شرح العقيدة الطحاوية فاذ بشيخ من عامة الشعب رصدني بعينين ثاقبتين ونظر للكتاب نظرة صقر يستعد للانقضاض على فريسته
فجاء مسرعا مهرولا فقال لي السلام عليكم اخي انا الشيخ الفلاني وبجمع تبرعات لمسجد قريب سوف نبنيه باذن الله
فكانت ردت فعلي ان اخفيت الكتاب وراء ظهري وقلت له الله يعطيك ويحققلك امنيتك
فبدء بسلسة عظيمة من الحديث عن فضل التبرع واقامة المساجد ولا اخفيكم سرا انني كنت اشعر بالملل وقد جاء من يسليني ويخرجني من حالة المعدن التي كنت بها
فقلت له بالعامية لانه قد طبخ راسي بالفصحى التي ينصب فيها الفاعل ويجر الفعل
فقلت له اسمع قديش صرت مجمع عشان اتشجع واساعدك فحكالي ولاد الحلال كتار صرنا مجمعين اكثر من 5 الاف دينار
فصدمت من صراحة الشيخ، واستهلت كلامي وقلت له
شيخنا اليس من الافضل اطعام الفقراء من بناء المساجد فقال لي ويحك وقد قرا علي الاية التي بمعناها ان الذي يمنع المساجد التي يذكر فيها اسم الله في النار
فقلت له اسمع يا شيخ وما بعرف ليش بتحكي عن حالك شيخ اللحية والدشداشة ما بتعطيك تصريح انك تحكي عن حالك شيخ بس ما علينا شوف بهاي المنطقة لحالها في 5 مساجد وعدد لا باس فيه من المصليات وما بنحتاج مساجد فغضب وحسيته بدو يضربني وتحدث بعنف هناك الشيخ الكبير الذي لا يقدر ان يصلي بعيدا يجب بناء مسجد قريب منه فقلت بصوت هادىء رايق شيخ وين مخك صديقي ابني مسجد بكلف الاف دنانير لشيخ كهل ولا اطعم مئات العائلات المستورة وما اعطيتو مجال يرد علي واكملت بان هناك عائلة بنفس الشارع الذي نحن فيه لا يوجد في بيتهم حمام ولا يوجد حتى بيت صالح للاستخدام البشري فلنذهب اليهم واعطهم قليلا مما معك فقال لي انها ليست وظيفته ان وظيفته المكلف بها هي لم تبرعات للمسجد بعفوية قمت بتغطية السماعات في جيبي وقد انفصلت عن جهازي الذكي واذ بصوت المعدن يصدح في الشارع ونظرته لي لو صورت لحصدت ملايين الايكات الفيسبوكية
فقال لي ان الاغاني حرام وانت تحمل كتاب في العقيدة ماهذا ؟ قلت له بصراحة تامة انها موسيقى الشيطان يا شيخنا العزيز استمع لها بالنهار واقرا بالعقيدة في الليل فقال لي مستحيل لا يوجد انسان يقرا في الطحاوية ويسمع الاغاني
فاخذ حديثنا منحنى اخر وبدا الاكشن
فحكى الشيخ شكلك مستعيره ولا بدك تعطيه لحدا فحكيتلو اه مستعيره اقراءه شكرا لقرابتي الي اهداني اياه بما اني قرات كتاب العقيدة وهاد شرح شيخ ثاني بمجلدين فقال لي اتعرف مسئلة العلو الرباني في الطحاوية وراي العلماء والاشاعرة فقلت له اعرف بس ما بهمني انا لست طالب شرعي انا فضولي واحب ان اقرا جوهر ديني ولا اهتم للشكليات ولا اهتم بمذاهب وطوائف فقال لي اكاد اقسم انك شيعي او معتزلة فقلت له لا انا عبدة شيطان بس بحب الاسلام وحاب اعتنق الاسلام عن قناعة، انصدم الشيخ وصار وجه الف لون واكتشف اني اسرح بعقله الرزين فقال لي لا يجوز انت تخرج عن الدين بهذا الكلام ولا اخفيكم سرا انني كنت مستعد اكل كف او لكمة وتبدا طوشة فعليه
فقلت له اسمع يا شيخ اقسم لك من كل صمصوم من صماصيم قلبي وكل جوارحي انك لو تبرعت لعائلة فقيرة افضل لك من ان تبني الف مسجد هذه عقيدتي ومبدئي بالحياة ولا اريد ان اتبرع لك وانتهى النقاش بسرعة بكلمة يلا مع السلامة وهو يقف امامي وانا اضع السماعات في اذني وارجع لجو المعدن واسير لبيتي وانا ارتب وقتي وافكاري لقراءة الكتاب الذي بين يدي