حقوق المراة

 
في جيم من جيمات عمان الرخيصة هناك شخص يصف نفسه بالدكتور وانه مستشار كبير في المدينة الطبية
والشخص يعترف ان الزمن قد لحقه على حد قوله وسبقه ولم يتزوج الا على الاربعين وبما انني امارس رياضة المشي بين الفينة والاخرى قد دار هذا الحديث بيننا ونحن نتصبب عرقا
الدكتور: انت ليش بتمشي وهالك حالك؟
انا متفاجىء مع بوكر فيس: بدي اخفف وزني وانت ليش هالك حالك حاسك راح تموت مع قليل من السخرية بالكلام
الدكتور بدا سلسة طويلة من الكلام الممل الذي لا مهرب منو بدا بتعريف نفسه وانه خريج بريطانيا واخذ منحة جيش ومن سوالف الحصيدة
استهل كلامه وقال هل تصدق انني متزوج من شهر فقط وانا هنا لان زوجتي لا يعجبها وزني الهائل وبدا حديث استوقفني قليلا حتى انني خففت السرعة وبدا استمع بجدية
الدكتور انا تزوجت على كبر زي ما انت شايف وتزوجت عانس وسترت عليها
انا بردت فعل غريبة وكلام عفوي بحت: ليش هي كانت مفضوحة ببيت اهلها؟
استغرب الدكتور الكلام وانصدم وخفف السرعة ونظر الي نظرة متفاجئة منصدمة وعلق لا مش هيك بس هي عانس وانا سترت عليها لا لا قصدي طلعتها من المصيبة الي هي فيها وقال انها مديرة موارد بشرية في بنك وان عمرها 29 سنة
فزدت السرعة تدريجيا وبدات اتمتم 29 سنة في ريعان شبابها وانها شخص ناجح وليس مفضوح او واقع بمصيبة
فرد هو الاخر وقد مسح عرقه الذي تصبب بسبب المجهود او بسبب الحوار لا ادري قال اننا في هذا المجتمع التي لا تتزوج هي شخص واقع في مشكلة كبيرة والناس بتنتقدها وبتنتقد اهلها وهاي هي المصيبة وانا بعفوية كاملة ابتسمت ابتسامة من الذان للذان وانا الهث وقلت خرا على الناس، المهم الواحد يكون ناجح ومبسوط والناس دايما تفكيرها منحط وبدها اشي تحكي فيه
فرد بسرعة قبل ان اكمل حديثي قال البنت مهما تكون شخص ناجح فهي انثى ومخلوق ضعيف ينجر وراء العواطف وهي ضلع ادم الاعوج وقال وقد بدا انه معصب ان العانس هي عار للاهل والمجتمع واطفىء الجهاز ومسح عرقه وبدا بشرب الماء وهو يلهث وحكالي شكلك من جماعة حقوق المراة حكيتلو لا طبعا
انا من جماعة الناس الي بتفكر وبتحب الانثى ما تسمى عورة ولا عانس ولا ضلع اعوج ولا فضيحة ولا عار ولا بحاجة لرجل يطلعها من المصيبة الي هي فيها هاي الانثى هي امي واختي وزوجتي وبنتي وبنت عمي وبنت قريتي وبنت مجتمعي وبنت بلدي وحتى اختي بالاسلام
فسلم علي باليد بعد ان اوقفت الجهاز وقال الله يهديك انت وهالجيل الصاعد والله لتدمروا عاداتنا وتقاليدنا واسلامنا
حكيتلو شكرا انا سعيد بالكلام معك وقد زاد يقيني ان الشهادات والاموال لا تصنع الانسان الذي يصنع الانسان والمجتمع هو العقل والعلم والبعد عن التخلف والرجعية
وزممت اغراضي قبل ان انهي فترة تدريبي المملة وخرجت من الجم وصعدت الى السيارة وانا افكر بشيء واحد فقط كيف يمكن لشخص مثلي بسيط ومثله مثل الناس ان يغير تفكير المجتمع المتحجر وما ان خرجت للشارع حتى اصبحت فرد من المجتمع ونسيت كل شيء وبدات بالصياح على التكسي الواقف وساد مدخل الكراج لانه بتفاصل مع الراكب والسب والشتم على سيارة اخرى قطعت الاشارة حمراء وكاد ان يعمل كارثة والتوتر الخرافي وانا العب ماريو بالشارع لاهرب من الحفر حتى لا احتاج ان انزل وابحث عن قطع السيارة بالشارع
وانتهى يومي ومغامرتي البسيطة وانتهى كل شيء